دروس الدعم أصبحت شائعة بين تلاميذ المرحلة الابتدائية، حيث يلجأ إليها العديد من الآباء كوسيلة لمساعدة أبنائهم في تحسين مستواهم الدراسي. ورغم أن لهذه الدروس بعض الفوائد، إلا أنها قد تنطوي على مخاطر تؤثر سلبًا على التلاميذ، خاصة إذا لم يتم استخدامها بطريقة متوازنة ومدروسة.
### 1. **التقليل من الاعتماد على النفس**:
أحد المخاطر الكبرى لدروس الدعم هو أن التلاميذ قد يعتمدون بشكل كبير على المعلم الخاص بدلاً من تطوير مهاراتهم في التفكير النقدي وحل المشكلات بأنفسهم. الاعتماد المفرط على دروس الدعم قد يجعل التلميذ يتراجع في القدرة على الاستيعاب الذاتي والبحث عن حلول بمفرده.
### 2. **إرهاق التلاميذ نفسيًا وجسديًا**:
دروس الدعم قد تُضيف عبئًا إضافيًا على التلاميذ بعد ساعات الدراسة العادية، مما يؤدي إلى إرهاقهم نفسيًا وجسديًا. في هذا العمر، يحتاج الأطفال إلى وقت للراحة واللعب والنشاطات الترفيهية، وتكثيف الدراسة قد يحرمهم من هذه الأنشطة الضرورية لنموهم النفسي والجسدي.
### 3. **التأثير على الحافز الداخلي**:
عندما يعتاد التلميذ على دروس الدعم، قد يفقد الحافز الداخلي للتعلم والتفوق داخل الفصل الدراسي. حيث يبدأ في الاعتقاد أن النجاح الأكاديمي يعتمد فقط على هذه الدروس الخارجية وليس على جهوده الشخصية داخل المدرسة.
### 4. **الضغط المالي على الأسرة**:
من المخاطر الأخرى أن دروس الدعم قد تُشكل ضغطًا ماليًا على الأسر، خاصة إذا كانت تكلفتها مرتفعة، مما يسبب توترًا إضافيًا قد يؤثر على الجو الأسري العام. قد يؤدي ذلك إلى تحويل التعليم إلى عبء مادي بدلاً من أن يكون فرصة للنمو والتعلم.
### 5. **التأثير على التفاعل الاجتماعي**:
قد تؤثر دروس الدعم على وقت التلاميذ المخصص للتفاعل الاجتماعي مع أصدقائهم أو العائلة، مما قد يؤثر على تطوير مهاراتهم الاجتماعية. الأنشطة الجماعية واللعب مع الأقران من الأمور الضرورية لتطوير العلاقات الاجتماعية والمهارات الحياتية.
### 6. **الاختلال في الأولويات التعليمية**:
في بعض الأحيان، قد يتم التركيز في دروس الدعم على الحفظ والتلقين أكثر من الفهم العميق للمواد الدراسية. هذا يعيق التلميذ عن اكتساب مهارات التحليل والنقد التي يجب أن تتطور في هذه المرحلة العمرية، مما ينعكس سلبًا على أدائه المستقبلي.
### 7. **تقليل الثقة في المعلمين والمدرسة**:
إذا شعر التلميذ أو أولياؤه أن دروس الدعم هي الحل الأساسي للتفوق الدراسي، فقد يفقدون الثقة في المدرسة والمعلمين داخل الفصل. هذا يؤدي إلى خلق فجوة بين التلميذ والمدرسة، ويضعف دور المدرسة كمصدر رئيسي للتعلم والتوجيه.
### نصائح لتجنب المخاطر:
- **تحديد الحاجة الفعلية لدروس الدعم**: يجب على الآباء والمعلمين تقييم أداء التلميذ بشكل دقيق قبل اللجوء إلى دروس الدعم، والتأكد من أن هذه الدروس ضرورية بالفعل.
- **الحفاظ على التوازن**: من المهم أن يكون هناك توازن بين وقت الدراسة ووقت الراحة والأنشطة الترفيهية.
- **تعزيز الاعتماد على الذات**: يجب تشجيع التلاميذ على الاعتماد على أنفسهم في حل الواجبات المدرسية والتفكير بشكل مستقل.
- **التعاون مع المدرسة**: من الأفضل التعاون مع المعلمين داخل المدرسة لمعرفة نقاط الضعف والعمل على تحسينها من دون الاعتماد الكلي على الدروس الخارجية.
بينما قد تكون دروس الدعم مفيدة في بعض الحالات لتلاميذ المرحلة الابتدائية، إلا أن الإفراط في الاعتماد عليها يحمل العديد من المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على نمو التلميذ الأكاديمي والشخصي. لذلك، من المهم أن يتم التعامل معها بحذر وتوازن، مع التأكيد على تطوير مهارات التلاميذ في الاعتماد على الذات والاستفادة القصوى من التعلم داخل المدرسة.